الثلاثاء، 1 فبراير 2022

قراءة في المجموعة الشعرية {الحياة على جسر}للشاعر جواد وحمو




قراءة في المجموعة الشعرية {الحياة على جسر}للشاعر جواد وحمو

قراءة في المجموعة الشعرية {الحياة على جسر}للشاعر جواد وحمو


كتبها: أمجد مجدوب رشيد 

 


ــ { الحياة على جسر } هي رحلة حلم ، فقد قرر الشاعر أن يأخذ حصته من كل شيء زائل (ص 13) وأن يبشر بالقيامة (ص16) فهو في صراع مع الزائل ومع الظل الذي لا يمنحه وقتا (ص17) وهو يراوغ القوافي ليستشعر أبديته في كل حلم (ص20).


ــ هل يمكن الحفر عن مقروء الشاعر من خلال نصوصه ؟ربما العتبات الأولى من المجموعة الشعرية تعطينا بعض ظلال الجواب،نجد { نيتشه/روني شار } 
ــ هذه المجموعة الشعرية سيرة لهفة وحنين ،سيرة أوهام الذكرى،سيرة شكوك وحيرة وتساؤلات ،ووجع،ورحلة بحث ،ومحاولة القبض على جمر المستحيل. 

ــ يتجلى المكان في المجموعة مكثفا حضوره ،فبداية من العنوان {الحياة على جسر } إلى ترددات عديدة ،(الأنحاء /9 مرات ـ مدينة /7 مرات ـ الطريق /7 مرات ....) فضلا على الألفاظ المرادفة أو المجاورة في الدلالة ( الأرجاء ـ الأنحاء ـ الجهات ـ البراري ـ أقاصي ـ تخوم ـ المسافات ـ ضفاف ـ الخرائط ـ) و (الأعتاب ـ أبواب ـ نافذة ـ البيت ـ حائط ـ سرير ـ قلعة ـ مقهى ..)
ــ في المقطع ما قبل الأخير من نص {جسد } تكتمل الرؤيا ، رؤيا التوق والتحرر من الجسد والطين والحياة ،للتحليق نحو علو تجد فيه الروح خلاصها وأبديتها: (كلما اتَّحد الجناحان) /ارتقيتُ بكامل الخفقان/ أعلى ثم أعلى../ها هنا أحيا /وأعلو ناسيا شرك الحياة /على ضفاف الطين../ والطين المؤقت/حِصَّتي الأولى من المأساة ./ ص21 .فالملمح الصوفي يتضح في رغبة الروح في الانفصال عن لحاء الطين والجسد بالنور. 
ـــ تصير القصائد خرائط ،ويصير ـ كما هو دائما ـ تيه الشاعر رحلة في الإمساك بالمعنى في أعقاب هذه الخرائط،بل الإمساك بسر الوجود :{من أنت تراوغ في القول ../ وتترك أعقاب خرائط في كل مكان } ص45 . 
ـــ يفصح الشاعر عن أعطاب قلبه (ص43) وأعطاب الأيام (ص49) توَّاق إلى ولادة جديدة ..وإلى خلاص من النزف ووحشة الليل(ص54) إنه الحوذي الرحال { ص55/56 } الكتابة عنده ألم وجحيم (58). 
ــ حافظ الشاعر على وحدة النص الواحد ووحدة رؤى المجموعة الشعرية،كما حافظ على نكهة لغته في كل النصوص . لكن ماء الفلسفة غمر النصوص العطشى ،واغتربت الاستعارات وجفت مع التعليل (تكررت لفظة {كي }13 مرة)، تخاطب المجموعة العقل ففي النصوص فتنة المعنى الذي غلب فضيَّق على فتنة اللغة ورشاقة العبارة وحرارة الشعور . 
ــ وتوفق الشاعر في إبداع صور شعرية فريدة نابضة :{وكان يسير وحيدا/ والإبر المغروسة في طيفه / تتطاير في كل الأنحاء} من قصيدة : جرثومة الليل ص68 .وتأمل معي هذه الصورة الجميلة ،المكثفة :{هكذا كلما طاردتني الذئاب المعدنية /توكأت على عصا أحلامي/ واقترفتُ الهروب إلى الذاكرة .} من قصيدة:عشب تحجر في يدي كعروة الفانوس ص74 . 
ــ { ولذلك سأحاول أن لا أولد /إلا استعارة /وأقضي ما تبقى من حياتي على جسر /لا أعبر ولا أصل ُ..}من القصيدة السابقة ص 76 .راقني جدا نص{ الحوذي ص55/56} لذا سأجعله مسك الختام يقول الشاعر:مسترسلا في حيرة الأنحاء/كان يشذِّب الطرقات /من أشلائها /ويجرِّد الأفراس للأهوال./ حوذيٌّ../كأنه يفتح الأبواب/ حين يرتق ليلنا /بخرائط الأحلام/ أو يعلو على أخطائنا بسرابه./كنا نراه/يسير في جسد من العربات/مأخوذا بغفوته/ فنوشك أن نفيض /على مواطئ خيله. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــ الحياة على جسر :جواد وحمو ـــ الطبعة الأولى 2011 / المغرب
ـــ لنا قراءة لمجموعة الشاعر الأولى {نوافذ مشرعة على الليل }نشرت بالملحق الثقافي لجريدة المنعطف ضمن عمودنا الأسبوعي {فضاءات شعرية} عدد11ـ12ـأبريل 2009

20/11/2011 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق